رسوم المرافقين في المملكة العربية السعودية تشكل موضوعًا ذا أهمية كبيرة لكل من المقيمين وأصحاب العمل، نظرًا لما لها من تأثيرات اقتصادية واجتماعية على الوافدين والمجتمع السعودي بشكل عام. تمثل هذه الرسوم جزءًا من استراتيجية المملكة لتحقيق أهدافها الاقتصادية وفق رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. في هذا الموضوع، سنتناول بالتفصيل جوانب متعددة لرسوم المرافقين، بما في ذلك خلفيتها، أهدافها، آلية تطبيقها، الفئات المستهدفة، والتأثيرات المترتبة عليها، حكومة السعودية تهتم تقديم تيسيرات أمام المقيمين داخل اراضي السعودية من جميع الجنسيات الاجنبية، حيث تتم اتاحة إمكانية استقدام عائلاتهم ومرافقيهم إلى المملكة، ويزداد ابحث من جميع الاجانب عن طريقة استقبال عائلاتهم في ظل هذه التيسيرات، وهل سيتم إلغاء رسوم المرافقين وفق المتداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ويتساءلون أيضًا عن متى يكون المقابل المالي للمرافقين 100 ريال؟ والفئات المستثناة من قرار دفع الرسوم، والقيمة المالية الأخيرة، ونجيب علي هذه الاسئلة كلها وغيرها من الاسئلة عبر هذه المقالة.
خلفية فرض رسوم المرافقين
بدأت المملكة العربية السعودية في تطبيق رسوم المرافقين لأول مرة في يوليو 2017، كجزء من مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي أعلنت عنها الحكومة ضمن رؤية 2030. كانت هذه الإصلاحات تهدف إلى تعزيز الإيرادات غير النفطية في ظل تقلبات أسعار النفط وتذبذب إيراداته. مع اعتماد المملكة الكبير على العمالة الوافدة في قطاعات متعددة، كان من الضروري فرض رسوم جديدة لتحقيق توازن مالي وإدارة الضغط السكاني المتزايد على الخدمات العامة.
أهداف رسوم المرافقين
وضعت الحكومة السعودية عدة أهداف من وراء فرض رسوم المرافقين، ومن بين هذه الأهداف:
1. تعزيز الإيرادات غير النفطية: تسعى الحكومة إلى تقليل اعتمادها على النفط كمصدر رئيسي للدخل، وذلك من خلال تنويع مصادر الإيرادات. رسوم المرافقين تعد واحدة من الوسائل لتحقيق هذا الهدف.
2. ضبط التركيبة السكانية: يهدف فرض الرسوم إلى تنظيم عدد الوافدين ومرافقيهم في المملكة، مما يساهم في تقليل الضغط على الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم.
3. تشجيع السعودة: من خلال زيادة تكاليف العمالة الوافدة، تسعى الحكومة إلى تشجيع الشركات على توظيف السعوديين، وبالتالي تقليل معدلات البطالة بين المواطنين.
4. تحقيق التوازن المالي: تساعد الرسوم في تحسين الوضع المالي للحكومة من خلال توفير مصدر دخل مستدام يساهم في تمويل المشروعات الوطنية والخدمات العامة.
آلية تطبيق رسوم المرافقين
تطبق رسوم المرافقين على جميع الوافدين العاملين في القطاع الخاص الذين يرغبون في استقدام عائلاتهم للإقامة معهم في المملكة. تشمل هذه الرسوم كلاً من الزوجة، والأبناء، وأي مرافقين آخرين يتم استقدامهم للعيش مع المقيم.
- المبلغ المحدد: بدأت الرسوم بقيمة 100 ريال سعودي شهريًا لكل مرافق في عام 2017، وتضاعفت تدريجيًا إلى 200 ريال في 2018، ثم إلى 300 ريال في 2019، وصولاً إلى 400 ريال في 2020. وتمت المحافظة على هذه القيمة في السنوات اللاحقة، مع إمكانية تعديلها بناءً على الظروف الاقتصادية.
- الدفع والإجراءات: يتم تحصيل رسوم المرافقين بشكل مقدم عند تجديد إقامة الوافد أو عند طلب إقامة جديدة لمرافق جديد. يمكن دفع الرسوم عن طريق نظام "سداد" الحكومي عبر البنوك المحلية.
الفئات المستهدفة من رسوم المرافقين
تشمل الرسوم جميع أفراد الأسرة الذين يتم استقدامهم للإقامة مع المقيم في المملكة. من بين هؤلاء:
1. الزوجة: الرسوم تفرض على الزوجة أو الزوجات في حال تعددهن.
2. الأبناء: تشمل الرسوم الأبناء الذكور حتى سن 18 عامًا والبنات حتى الزواج.
3. الآباء والأمهات: يمكن أن تفرض الرسوم على الآباء والأمهات في حال تم استقدامهم كأفراد معالين.
4. مرافقون آخرون: مثل الأخوة أو الأقارب الآخرين الذين يتم استقدامهم تحت رعاية الوافد.
التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية لرسوم المرافقين
لتطبيق رسوم المرافقين تأثيرات متعددة على الوافدين وأسرهم، وكذلك على الاقتصاد والمجتمع السعودي. ومن أبرز هذه التأثيرات:
التأثيرات الاقتصادية
1. زيادة تكاليف المعيشة: بالنسبة للوافدين، يشكل فرض الرسوم عبئًا ماليًا إضافيًا، خاصةً إذا كانت أسرهم كبيرة. قد يدفع ذلك البعض إلى إرسال عائلاتهم إلى أوطانهم الأصلية لتقليل التكاليف.
2. تأثير على القوى العاملة: قد يؤدي فرض الرسوم إلى تقليل رغبة العمالة الماهرة في القدوم إلى المملكة، خاصةً إذا كانت رواتبهم لا تغطي التكاليف المتزايدة. هذا قد يؤثر على بعض القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على العمالة الوافدة.
3. دعم الإيرادات الحكومية: ساهمت الرسوم في تعزيز الإيرادات الحكومية، مما أتاح الفرصة لتمويل مشروعات البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة.
التأثيرات الاجتماعية
1. التفكك الأسري: مع ارتفاع التكاليف، قد يضطر العديد من الوافدين إلى فصل عائلاتهم، مما يؤدي إلى تحديات اجتماعية ونفسية للأسر المتأثرة.
2. التعليم والرعاية الصحية: تأثر بعض الوافدين بتكاليف التعليم والرعاية الصحية لأفراد أسرهم، مما دفع البعض إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن إقامة أسرهم في المملكة.
3. التأثير على المجتمع المحلي: قد تؤدي تقلص أعداد الوافدين وعائلاتهم إلى تغييرات في الطلب على بعض الخدمات والمنتجات، مما قد يؤثر على بعض الشركات المحلية.
حقيقة إلغاء رسوم المرافقين
في ظل الكلام المتداول والاخبار المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعن الفاء رسوم المرافقين داخل المملكة ننشر لكم حقيقة ذلك الامر.
حيث لم يتم إصدار أي تعليق أو تعقيب رسمي من قبل حكومة المملكة العربية السعودية على ما يتم تداوله بشأن إلغاء رسوم المرافقين داخل المملكة 1446 - 2024، ولم يتم إصدار أي قرار من قبل هيئة الجوازات بشأن هذا الامر حتي الآن، ما يعني أن تلك الأنباء ما هي إلا مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة، وليس هناك اي قرار رسمي حتي الآن بهذا الخصوص، وبالتالي يتم الاستمرار العمل بالرسوم التي يتم دفعها مؤخرًا دون أي تعديل.
كم تبلغ رسوم التابعين والمرافقين في السعودية
بالنسبة لرسوم المرافقين السارية الآن 2024 فقد تم تعديلها منذ 2020 وهو أخر تعديل يتم الاستحقاق به حتى الآن، فبعد تلك التعديلات أصبحت رسوم التابعين الواجب سدادها تبلغ 400 ريال فقط، مع العلم أن التعديلات التي تمت خلال السنوات الأخيرة كانت كالتالي:
- في عام 2017 وما قبله كانت رسوم المرافقين المقررة 100 ريال سعودي.
- في 2018 تم رفع القيمة إلى 200 ريال سعودي.
- وارتفعت القيمة أيضًا في 2019 إلى 300 ريال.
- ومنذ يوليو 2020 والقيمة المسددة هي 400 ريال.
احتساب رسوم المرافقين في السعودية
لحساب قيمة رسوم المرافقين داخل المملكة العربية السعودية للعام 1446 - 2024 يتم اتباع الخطوات التالية :-
- تسجيل الدخول عبر منصة مقيم الإلكتروني.
- بعد ذلك قم بتسجيل الدخول عبر اسم المستخدم والرمز السري.
- ثم عليك كتابة كلمة التحقق المرئي.
- الخطوة الرابعة إدخال جميع البيانات الخاص بك.
- بعد ذلك اضغط على حاسبة رسوم المرافقين والتابعين.
- ثم عليك الذهاب إلى خيار تجديد الإقامة.
- ثم حدد عدد المرافقين.
- ثم تحديد مدة تجديد الإقامة.
- ثم اضغط على خيار متابعة.
التحديات والمستقبل
على الرغم من التأثيرات الواضحة لرسوم المرافقين، إلا أن هناك تحديات مستمرة تواجه الحكومة والوافدين. من بين هذه التحديات:
1. تحقيق التوازن بين الإيرادات والاستقرار الاجتماعي: تحتاج الحكومة إلى الموازنة بين تحقيق الإيرادات من خلال الرسوم والحفاظ على استقرار المجتمع الوافد الذي يشكل جزءًا مهمًا من القوى العاملة في المملكة.
2. القدرة على جذب العمالة الماهرة: في ظل المنافسة الإقليمية والعالمية لجذب العمالة الماهرة، قد تحتاج المملكة إلى مراجعة سياستها تجاه الرسوم لجذب المزيد من المواهب.
3. التكيف مع التغيرات الاقتصادية: مع مرور الوقت، قد تضطر الحكومة إلى تعديل قيمة الرسوم بناءً على الأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية، وكذلك بناءً على الاستجابة الاجتماعية.
تشكل رسوم المرافقين في المملكة العربية السعودية جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التوازن المالي، دعم الإيرادات غير النفطية، وتشجيع السعودة. على الرغم من التحديات التي واجهتها الأسر الوافدة بسبب هذه الرسوم، فإنها أسهمت في تحقيق العديد من الأهداف الاقتصادية للحكومة. من المهم أن تواصل الحكومة تقييم تأثير هذه الرسوم بشكل دوري لضمان تحقيق التوازن بين أهدافها الاقتصادية والاجتماعية، وضمان بقاء المملكة وجهة جذابة للعمالة الماهرة من جميع أنحاء العالم.